بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد

يصادف يوم الــ 9 من ديسمبر الاحتفال السنوي للعالم بأسره باليوم العالمي لمكافحة الفساد عملاً بالقرار الصادر عن الأمم المتحدة في عام 2003م .

لقد استشعر المجتمع الدولي بالمخاطر المحدقة التي يحدثها الفساد بكافة أشكاله وصوره على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى خطط التنمية وسيادة القانون وانتهاك حقوق الإنسان وتدهور الخدمات الأساسية وزيادة معدلات البطالة ، وحيال هذه التحديات الناجمة عن أفعال الفساد أصدرت الأمم المتحدة الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد التي صادقت عليها بلادنا في عام 2005م وصدروها بالقانون رقم (47) لسنة 2005م وبموجب ذلك أصبحت بلادنا أحد الدول الأطراف في الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد وتعمل على تنفيذ الاستحقاقات المترتبة على المصادقة على الاتفاقية الأممية .

ولقد شكل اعتماد الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد ابرز تعبير يصدر عن مختلف دول العالم ضد مختلف مظاهر الفساد وتجلى في إدراك العالم لأهمية تضافر الدول والشركاء في عملية مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية والحوكمة الرشيدة وتطوير آليات مكافحته والوقاية منه واعتماد آليات قانونية فعالة لمنع الفساد وانفاذ قوانين مكافحة الفساد .

و في إطار تنفيذ استحقاقات الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد عملت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد على انجاز تقرير استعراض اليمن للفصلين الثاني والخامس من الاتفاقية ومناقشته مع فريق الخبراء بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة .

وتواصل الدول وسعيها في محاربة الفساد من خلال المضي على النهج الذي ارسته الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد وتعزيز رؤيتها المشترك لمحاربة الفساد من خلال ما تضمنته الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد واتفاقية مكة المكرمة في للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال انفاذ قوانين مكافحة الفساد ومنع جرائم الفساد الحد من الملاذات الآمنة لمرتكبي جرائم الفساد ، والتي وقعت عليها بلادنا اثناء المشاركة في الاجتماع الوزاري الثاني لأجهزة انفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المنعقد في الدوحة خلال الفترة 26 – 27 نوفمبر 2024م .

وتؤكد الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بهذه المناسبة على أهمية تعزيز وتفعيل الأدوار التي تضطلع بها الاجهزة الرقابية والقضائية والحفاظ على استقلاليتها في ظل الظروف الاستثنائية والتي تمر بها بلادنا وتداعيات الحرب على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تقوم بها المليشيات الحوثية الارهابية واستمرار آثارها المدمرة على المعيشة بسبب توقف صادرات النفط والغاز واعتداءاتها على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية وحشد كافة الجهود لتنمية الموارد وتحسين الخدمات الأساسية وصولاً إلى إستعادة الدولة المنشود .

وبهذه المناسبة توجه الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الدعوة لكافة الشركاء ذوي المصلحة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام وكافة أجهزة ومؤسسات الدولة والحكومة ووزارتها العمل بروح الشراكة الحقيقية وخلق اصطفاف فعال لمكافحة الفساد والوقاية منه والعمل معاً على تعزيز قيم النزاهة واحترام اخلاقيات الوظيفة العامة والتزام بها واستنهاض الوعي بمخاطر الفساد وتطبيق حكم القانون خيال العابثين بالثروة الوطنية وتبديدها واسترداد الأموال المنهوبة و العمل على تعزيز الموارد العامة بسبب شحة الموارد المالية والتي أصبحت تمثل أكبر التحديات بعد توقف صادرات النفط والغاز ووقف عمل الشركات النفطية بسبب هجمات المليشيات الحوثية عن المنشآت النفطية وأمام هذه التحديات تأمل الهيئة من كافة الشركاء في المنظومة الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والاعلام والصحافة وكافة الجهات والمرافق والجامعات والحاجة دون استثناء لمناصرتها والوقوف إلى جانبها في مكافحة الفساد والوقاية منه وتحقيق الاهداف المشتركة في حماية الموارد والممتلكات العامة ورفقها بمسببات الحماية الامنية لكوادر الأجهزة الرقابية ونتطلع إلى بناء السلام الدائم والشامل لبلادنا .